السبت، 4 فبراير 2012

لواء إسكندرون.............. المغتصب







لواء إسكندرون منطقة سورية تم ضمها إلى تركيا في 29 تشرين الثاني 1939، إلا أن سوريا لم تعترف بذلك ولا تزال تعتبره جزءا من أراضيها وتظهره كذلك على خرائطها.
جغرافياً:
تبلغ مساحة اللواء 4800 كيلومتر مربع، يطل على البحر الأبيض المتوسط ويقع في شمال غرب سوريا. من أهم مدنه أنطاكية، الاسكندرونة وجبل موسى والريحانية. اللواء ذو طبيعة جبلية، وأكبر جباله أربعة: الأمانوس، الأقرع، موسى، والنفاخ، وبين هذه الجبال يقع سهل العمق. أما أهم أنهاره فهي: نهر العاصي الذي يصب في خليج السويدية، نهر الأسود (يصب في بحيرات سهل العمق)، نهر عفرين (يصب في بحيرات سهل العمق).
سكانياً:
عام 1921 كان الأتراك يشكلون أقل من 20 في المئة من سكان الإقليم إلا أن السياسة الفرنسية المنحازة للأتراك، والتخطيط القديم لسلخ اللواء لإرضاء أتاتورك، (رغبة في التقليل من الخسائر التركية في معاهدة سيفر) أرسى سياسة تتريك مقنعة خلال فترة الانتداب الفرنسي في العشرينات للإقليم، ومع فصل الإقليم حسب قرار عصبة الأمم كان عدد سكان اللواء 220 ألف نسمة، 105 آلاف منهم من العرب، وتوزع الباقون حينها على العرق التركي (85 ألفاً) والكردي (25 ألفاً) والأرمني (5 آلاف).
قامت فرنسا بغض النظر عن دخول عشرات الآلاف من الأتراك إلى اللواء بغرض الأستفتاء. حيث أملت بأن يساهم ذلك في دخول تركيا إلى جانب الحلفاء في الحرب على ألمانيا النازية.
كما قامت تركيا بنشر جيشها داخل اللواء وطرد معظم سكانه من العرب والأرمن.
وتظهر الهيمنة التركية في عدد المسجلين بالانتخابات المحلية سنة 1938 حيث أصبحوا يشكلون الأغلبية في اللواء:
أتراك: 35,847
علويون: 11,319
أرمن: 5,504
يونان أرثوذكس: 2,098
عرب: 1,845
آخرون: 359
يسكن الإقليم حالياً حوالي مليون نسمة، ولا يوجد أي تعداد للنسبة العربية من سكانه بسبب السياسة التركية القمعية للأقليات القومية، ويشكو سكان الإقليم العرب من القمع الثقافي واللغوي والعرقي الذي تمارسه تركيا عليهم والتمييز ضد الأقلية العربية لصالح العرق التركي في كل المجالات وهو متابعة نحو التتريك الكامل للواء. وهناك تواصل مستمر في مناسبات خاصة كالأعياد بين سكان اللواء وبين أقربائهم في الأراضي السورية المجاورة.


تقسم المناطق المغتصبة في شمال سوريا إلى عدة مناطق و يندرج إغتصابها في فترات زمنية مختلفة, فلقد أعتبرت جميع المناطق الواقعة إلى جنوب نهر الفرات و جبال طوروس, مناطق تدخل ضمن الأراضي العربية تاريخياً, وهنا سأبدأ في المناطق التي تم احتلالها قبل وحتى اتفاقية سايكس بيكو فمنها ما تم احتلاله في أواخر الدولة العثمانية في منطقة بلاد الشام وعهد جمال باشا السفاح والآخر في بدايات الاحتلال الفرنسي أي بين الأعوام 1900-1925 م .
ابتداءً من المناطق الواقعة شرقاً حيث تعتبر المناطق الواقعة غرب نهر دجلة من منطقة الحدود العراقية السورية التركية حالياً وتحديداً في غرب منطقة شيرنيك ومدينة سيزيرية والتي أطلق عليها العرب اسم الجزيرة لكونها تقع كالجزيرة في نهر دجلة وامتدادها للجزيرة السورية وحافظت على اسمها حتى يومنا هذا منها و باتجاه الشمال نحو جنوب باتمان ومرورا نحو الغرب في مناطق دياربكر وجنوب ملطية ومنطقة أدمان أي مناطق الفرات الأعلى وكل ما يقع جنوبها في ماردين و أورفة و حران والرها وعينتاب وكلس و عثمانية وبعض مناطق كهرمانماراش غرباً إلى جنوب جبال طوروس تحديداً في سهل كيليكية و منطقة أضنة حتى البحر المتوسط في مرسين و طرسوس.
إن هذه المناطق كانت تُعتبر ضمن الدولة العربية منذ عصور طويلة فمنذ الدولة العباسية وحتى الدولة الحمدانية في حلب و عصر المماليك, حيث كان العرب يفتحونها ويحررونها ويعتبرونها من الأراضي العربية ولقد أصر السلطان إبراهيم ابن والي مصر محمد علي أن حربه ضد العثمانيين لن تنتهي حتى أخر مكان ينطق باللغة العربية وكانت منطقة أضنة وجنوب طوروس فضلاً عن الدور الكبير الذي أدته بعض المدن الواقعة في هذه المناطق في التاريخ العربي مثل الرها و حران ونصيبين, وهنا نرى أن بعض هذه المدن كانت مدينة واحدة وتم فصلها بعض الاحتلال التركي وأصبحت نصف تركي و الأخر سوري مثل مدينة القامشلي ونصيبين ومدينة رأس العين وسيلانبينار وغيرها. مؤخراً ضعف الاعتراف بتلك المناطق على أنها جزء من سوريا حتى في سوريا نفسها و هذا يعود إلى القدم في احتلالها و إلى طبيعة أهلها الغير عربية بشكل كبير فرغم وجود العديد من العرب في تلك المناطق فلا يعتبر العرب فيها أكثرية على عكس اللواء فمثلاً معظم مناطق شيرناك و باتمان ودياربكر هي من الأكراد و مناطق أورفه و ماردين هي من السريان و الأرمن بالإضافة إلى الوجود التركي الكبير فيها و قد تستثنى بعض المناطق في أضنة وسهل كيليكية ومرسين لوجود العديد من العرب فيها.
أما بالنسبة للمنطقة الأهم وهي منطقة لواء الاسكندرون.
لواء الاسكندرون فهذه المنطقة تعتبر منطقة عربية سورية من دون أدنى شك تم احتلالها و اغتصابها بشكل دنيء و خبيث و بلعبة استعمارية ماكرة, كانت فرنسا هي عرابتها و التي لم تحترم قوانين الانتداب , ولقد سعت فرنسا لسلخ هذه المنطقة عن سوريا لأهداف إستعماريه و لمصالحها الخاصة . بعد خروج الثورة التركية ضد سياسة الخلافة و السلطنة العثمانية و اعتماد المبادىء العلمانية في تركيا بقيادة مصطفى كمال والذي لقب بأتاتورك أي أب الأتراك والذي سعى إلى توحيد القومية التركية بكل مناطق انتشارها ورفعه شعار ( العظمة لتركيا و لا عظيم سواها) حيث تطلع نحو المناطق التي تسكنها أقليات تركية معتبراً تلك المناطق جزء من تركيا تحديداً منطقة لواء الإسكندرون وشمال العراق في الموصل وكركوك وتل عفر و رغب بضم تلك المناطق لتركيا و التي كانت تخضع للاحتلال الأوروبي في سوريا فرنسا وفي العراق بريطانيا, وهنا استفاد من فترة الحرب العالمية الثانية التي ظهر فيها هتلر في ألمانيا النازية ورغبتها في السيطرة على أوروبا و اعتماده لحلفاء مثل موسوليني في إيطاليا لتحقيق هذه الغاية و كانت حربه الأساسية ضد الحلفاء و خاصة فرنسا وبريطانيا و بالأخص فرنسا التي احتل عاصمتها باريس, و اللتان رغبتا بعدم انضمام وتحالف تركيا مع ألمانية في هذه الحرب و التي كانت حليفتها سابقاً و ما يترتب عليها من مخاطر على مصالحهم في مستعمراتهم في الشرق فرغبتا باستمالة أتاتورك و إرضائه لعدم التحالف مع ألمانيا في حرب بات لا بد منها وهنا لم يتردد الفرنسيون بتقديم لواء الإسكندرون له ومساعدتهم في تزوير الانتخابات و تسهيل احتلال اللواء كما فعل الإنكليز مع اليهود في فلسطين, بينما ترددت بريطانيا في تقديم الموصل نظراً لاكتشاف النفط فيه.
فخرج الفرنسيون وقدموا اللواء لتركيا في شهر حزيران من العام 1939 و أطلق عليه الأتراك اسم إقليم هاتاي
وتآمروا مع تركيا في المحافل الدولية لتحقيق هذه الغاية وكسر إرادة شعوبه, وكان للفرنسيون غاية أخرى و هي غاية تقسيمية حيث اعتمدوا على أضعاف الثورة في سوريا لتقسيمها إلى دويلات طائفية مثل دولة الداخل في حلب و دولة دمشق و دولة للدروز و العلويين ودولة لبنان الكبير
فكان اللواء على نفس الحالة ولكن تم تسليمه لتركيا و ذلك لقطع امتداد الثورة في جبال العلويين في اللاذقية والتي كانت بقيادة الشيخ المجاهد صالح العلي و بعد وصولها إلى منطقة القرداحة وانضمام والد الرئيس الخالد حافظ الأسد إليها فرأت بذلك طريقة لوقف امتدادها نحو المناطق العلوية في اللواء و خاصة أنطاكيا و السويدية وجنوبهما و أوصلت الحدود حتى سفوح الجبل الأقرع و فعلت المثل في الشرق خوفاً من امتداد ثورة البطل هنانو نحو أنطاكيا من حلب و إدلب فضمت مناطق الريحانية و كوملو لـ اللواء مع العلم أنها ذات أغلبية عربية لتحمي جنودها من ضربات الثوار وتضع الجيش التركي في الواجهة . إن هذه المؤامرة الاستعمارية التركية الفرنسية لا تقل عن وعد بلفور لليهود في وطن لهم في فلسطين العربية .
أما جغرافياً فينقسم اللواء إلى عدة مناطق و هي على الشكل التالي.
 
منطقة إرزين: 
شمالاً وتمتد من خليج إسكندرونة وسهل كيليكية الجنوبي حتى سفوح جبال الأمانوس.
منطقة دورتيول:
والتي كانت تعرف بباياس وتمتد من الخليج و سهولها و في مناطق جبال الأمانوس.
منطقة هاسا:
وتمتد من السفوح الشرقية لجبال الأمانوس وفي شمال سهل العمق حتى الحدود السورية في غرب حلب.
منطقة إسكندرونة:
وتمتد في مسافة طويلة من مدينة إسكندرونة وسهلها شمالاً حتى كل المنطقة الممتدة في سهول أرسوز وساحل الخليج حتى جنوب رأس الخنزير و أنجه صو وكذلك تضم مناطق واسعة من جبال الأمانوس و الجبل الأحمر ( اللكام – موسى ).
منطقة بيلان:
وهي منطقة جبلية تقع بين جبال الأمانوس و الجبل الأحمر وتعتبر الممر بين شرق اللواء و غربه.
منطقة قرق خان:
وتضم السفوح الشرقية لجبال الأمانوس ومناطق واسعة من سهل العمق حتى الحدود السورية في غرب حلب.
منطقة كوملو : 
وتعرف باسم فوملو وتقع في سهل العمق و حتى الحدود السورية غرب حلب.
منطقة الريحانية :
وهي ذات أغلبية عربية تقع في سهل العمق و حتى الحدود السورية في حلب و إدلب.
منطقة أنطاكيا:
و هي منطقة واسعة تمتد في سهل العمق و السفوح الشرقية للجبل الأحمر و مناطق سهول العاصي و حتى التلال الشمالية لكتلة جبال الباير الأوسط.
منطقة الطينوز:
وتقع إلى الغرب من نهر العاصي و تلال الباير الأوسط والحدود السورية في إدلب.
منطقة يايالداغي :
و كانت تعرف باسم أوردو و هي ذات أغلبية عربية وفيها الكثير من العلويين وهي تقع في جبال الباير الأوسط و الجبل الأقرع حتى البحر و حتى الحدود السورية في إدلب و اللاذقية.
منطقة سمنداغ:
و التي تعرف باسم السويدية وهي أكبر المناطق العربية في اللواء وتقع في السفوح الجنوبية لجبل موسى و الأحمر و في سهل العاصي حتى مصبه وسواحل خليج السويدية.

ومن أبرز المناطق الجغرافية في اللواء توضيحاً.

جبال الأمانوس ( النور) :
تمتد من مقاطعة عثمانية شمالاً حتى ممر بيلان وهي سلسلة جبلية عالية ذات طبيعة ساحرة وخضراء جداً و كثيفة الغابات.
جبال الأحمر:
و هي تعتبر امتداد لجبال الأمانوس و تمتد من ممر بيلان شمالاً حتى رأس الخنزير عند البحر و تسمى أيضاً باللكام و جبل موسى الذي يقع في جنوبها و هي سلسلة عالية تكثر فيها الغابات.
جبال الباير الأوسط :
وتسمى كذلك بكتلة الباير الأوسط و أعلى جبالها الجبل الأقرع وهي تمتد إلى جنوب العاصي و شمال النهر الكبير الشمالي و تقع معظمها في اللواء و القسم الجنوبي في سوريا و تعتبر سلسلة متوسطة الارتفاع وغنية بالغابات.
سهل العمق: و الذي كان يضم بحيرة العمق التي جفت مؤخراً و شكلت سهل كبير يعتبر من أخصب السهول ويمتد بين جبال الأمانوس و جبال حلب .
سهل العاصي: 
و يمتد حول نهر العاصي و هو سهل خصب.
السهول الساحلية:
سهول إرزين ودورتيول و إسكندرونة والسويدية وهي قليلة العرض و لكنها خصبة.
الأنهار: نهر الأسود وعفرين والعاصي بالإضافة إلى الكثير من الأنهار الساحلية.
السواحل: سواحل على البحر المتوسط و هي خليج الاسكندرونة و السويدية و رأس الخنزير
هذه هي مناطق اللواء حسب التقسيم الحالي و التي تضم كل مدنه و بلداته ,هذا اللواء الذي لا يجب أن ننساه أو ننسى أهله.

" الحرية للواء الإسكندرون العربي السوري المحتل

وليسقط الاحتلال العثماني وإرهابه المقيت"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق