الأحد، 11 مارس 2012

مخطط برنارد لويس لتفتيت العالم الإسلامي 

  • العراب الصهيوني …
  • حيي بن اخطب العصر الحديث  والذي قاد الحملة ضد الاسلام  ونبي الاسلام  وخرج بوفد يهود المدينة  ليحرض الجزيرة العربية كلها  علي قتال المسلمين  والتخلص من رسولهم …
  • صاحب أخطر مشروع  في هذا القرن  لتفتيت العالم العربي والاسلامي  من باكستان الي المغرب  والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الامريكية

ولد ” برنارد لويس ” في لندن عام 1916   وهو مستشرق بريطاني الاصل  يهودي الديانة  صهيوني الانتماء  امريكي الجنسية .
تخرج في جامعة لندن 1936  وعمل فيها مدرس في قسم التاريخ  – الدراسات الشرقية الافريقية
كتب ” لويس ” كثيرا  وتداخل في تاريخ الاسلام والمسلمين  حيث اعتبر مرجعا فيه  فكتب عن كل ما يسيء للتاريخ الاسلامي  متعمدا فكتب عن  الحشاشين  واصول الاسماعيلية  والناطقة والقرامطة  وكتب في التاريخ الحديث  نازعا النزعة الصهيونية  التي يصرح بها ويؤكدها .


نشرت صحيفة ” وول ستريت جورنال “  مقالا قالت فيه :
ان برنارد لويس ” 90 عاما “  المؤرخ البارز للشرق الاوسط  وقد وفر الكثير من الذخيرة الايدلوجية  لادارة بوش  في قضايا الشرق الاوسط  والحرب علي الارهاب  حتي انه يعتبر بحق  منظرا لسياسة التدخل  والهيمنة  الامريكية في المنطقة .
قالت نفس الصحيفة : ان لويس  قدم تاييدا واضحا للحملات الصليبية الفاشلة  واوضح ان الحملات الصليبية علي بشاعتها كانت رغم ذلك ردا  مفهوما علي الهجوم الاسلامي خلال القرون السابقة وانه من السخف الاعتذار عنها .

رغم ان مصطلح “  صدام  الحضارات ” يرتبط بالمفكر المحافظ  ” صموئيل هنتينجتون” فإن  ” لويس ” هو من قدم  التعبير اولا الي الخطاب العام  ففي كتاب ” هنتينجتون”  الصادر في 1996  يشير المؤلف الي فقرة رئيسية في مقال كتبه ” لويس “  عام 1990 بعنوان جذور الغضب الاسلامي قال فيها :  هذا ليس اقل من صراع  بين الحضارات ربما تكون غير منطقية  لكنها بالتاكيد رد فعل تاريخي  منافس قديم  لتراثنا اليهودي  والمسيحي  وحاضرنا العلماني  والتوسع العالمي لكليهما .
طور ” لويس “  روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسي للمحافظين  الجدد في الولايات المتحدة  منذ سبعينيا القرن العشرين  حيث يشير ” جريشت “  من معهد العمل الامريكي  الي ان لويس ظل طوال سنوات  ” رجل الشئون العامة ” كما كان مستشارا لادارتي بوش الاب والابن .
في 1 /5 /2006 القي ” ديك تشيني ” نائب الرئيس ” بوش الابن ” خطابا يكرم فيه ” لويس “  في مجلس الشئون العالمية  في فيلادلفيا  حيث ذكر ” تشيني “  ان لويس قد جاء الي واشنطن ليكون مستشارا لوزير الدفاع  لشئون الشرق الاوسط .
لويس الاستاذ المتقاعد بجامعة ” برنستون “  ألف عشرين كتابا عن الشرق الاوسط  من بينها  ” العرب في التاريخ ” و ” الصدام بين الاسلام والحداثة  في الشرق الاوسط الحديث ” و ” ازمة الاسلام ” حرب مندسة وارهاب غير مقدس .
لم يقف دور برنارد لويس  عند استنفار القيادة  في القارتين الامريكية والاوربية  وانما تعداه الي القيام بدور العراب الصهيوني الذي صاغ للمحافظين الجدد في ادارة الرئيس  بوش الابن  استراتيجيتهم في العداء الشديد للاسلام  والمسلمين  وقد شارك لويس في وضع استراتيجية الغزو الامريكي  للغراق  حيث ذكرت الصحيفة الامريكية  ان ” لويس “  كان مع الرئيس بوش الان  ونائبه تشيني خلال  اختفاء الاثنين  علي اثر حادثة ارتطام  الطائرة بالمركز الاقتصادي العالمي  وخلال هذه الاجتماعات ابتدع لويس  للغزو  مبرراته  واهدافه التي ضمنه  في مقولات ” صراع الحضارات ” و ” الارهاب الاسلامي “
في مقابلة اجرتها وكالة الاعلام مع ” لويس “  في 20/5/2005  قال  الاتي بالنص :
ان العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون  فوضويون لا يمكن تحضيرهم  واذا تركوا لأنفسهم  فسوف يفاجئون العالم المتحضر  بموجات بشرية ارهابية  تدمر الحضارات  وتقوض المجتمعات ولذلك فان الحل السليم للتعامل معهم  هو اعادة احتلالهم واستعمارهم  وتدمير ثقافتهم الدينية  وتطبيقاتها الاجتماعية  وفي حال قيام امريكا بهذا الدور  فان عليها ان تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية  في استعمار المنطقة لتجنب  الاخطاء والمواقف السلبية  التي اقترفتها الدولتان , انه من الضروري اعادة تقسيم الاقطار العربية  والاسلامية الي وحدات عشائرية  وطائفية  ولا داعي  لمراعاة خواطرهم او التاثر بانفعالاتهم  وردود الافعال عندهم  ويجب ان يكون شعار امريكا في ذلك  ” اما ان نضعهم تحت سيادتنا  او ندعهم ليدمروا حضارتنا “  ولا مانع عند اعادة احتلالهم ان تكون مهمتنا المعلنة هي  تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية  , وخلال هذا الاستعمار الجديد  لا مانع ان تقدم امريكا بالضغط علي قيادتهم الاسلامية  – دون مجاملة ولا لين ولا هوادة -  ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الاسلامية الفاسدة , ولذلك يجب  تضييق الخناق علي هذه الشعوب  ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية  والطائفية  فيها  قبل ان تغزوا أمريكا  وأوربا  لتدمر  الحضارة  فيها .


انتقد ” لويس “  محاولات الحل السلمي  وانتقد  الانسحاب الاسرائيلي  من جنوب لبنان  واصفا هذا الانسحاب بانه  عمل متسرع  ولا مبرر له  فاسرائيل تمثل  الخطوط الامامية  للحضارة الغربية  وهي تقف امام الحقد الاسلامي  الزائف نحو الغرب  الاوربي والامريكي  ولذلك فان علي الامم الغربية  ان تقف في وجه هذا الخطر البربري  دون تلكؤ  او قصور ولا داعي لاعتبارات الراي العام العالمي  وعندما دعت  امريكا  عام 2007  الي مؤتمر ” انابوليس “  للسلام  كتب لويس في صحيفة – وول ستريت -  يقول :
يجب الا ننظر الي هذا المؤتمر  ونتائجه  الا باعتباره  مجرد تكتيك  موقوت غايته  تعزيز التحالف  ضد الخطر الايراني  وتسهيل  تفكيك الدول العربية  والاسلامية  ودفع الاتراك  والاكراد  والعرب والفلسطينيين  والايرانيين  ليقاتل بعضهم بعضا  كما فعلت امريكا  مع الهنود  الحمر من قبل .
  
 
مشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية والاسلامية  والذي اعتمدته الولايات المتحدة  لسياسيتها المستقبلية :


1-  في عام 1980 والحرب العراقية الايرانية مستعرة صرح مستشار الامن القومي الامريكي ” بريجنسكي ” بقوله :
” ان المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة  من الان ( 1980) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم علي هامش الخليجية الاولي  – التي حدثت بين العراق وايران – تستطيع امريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس- بيكو *
2-   عقب اطلاق هذا التصريح  وبتكليف من وزارة الدفاع الامريكية ” البنتاجون “  بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك ” برنارد لويس ” بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة  الدول العربية  والاسلامية جميعا كلا علي حدة  ومنها العراق وسوريا ولبنان  ومصر والسودان وايران وتركيا وافغانستان وباكستان  والسعودية ودول الخليج  ودول الشمال الافريقي …الخ , وتفتيت كل منها الي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية  والطائفية … وقد ارفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط  المرسومة تحت اشرافه  تشمل جميع الدول العربية  والاسلامية  المرشحة للتفتيت  بوحي من مضمون تصريح ” بريجنسكي ” مستشار الامن القومي في عهد الرئيس ” جيمي كارتر ” * الخاص بتسعير حرب خليجية ثانية تستطيع الولايات المتحدة من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو بحيث يكون هذا التصحيح متسقا مع الصالح الصهيو امريكي .
3-  في عام 1983 وافق الكونجرس الامريكي  بالاجماع في جلسة سرية علي مشروع الدكتور ” برنارد لويس “  وبذلك تم تقنين هذا المشروع واعتماده  وادراجه في ملفات السياسة الامريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة .

 تفاصيل المشروع الصهيو أمريكي لتفتيت العالم الإسلامي “لبرنارد لويس”  :

 مصر والسودان :

خريطة تقسيم مصر والسودان
  
 مصـــــــر:



4 دويلات
1. سيناء وشرق الدلتا:
  • “تحت النفوذ اليهودي” (ليتحقق حلم اليهود من النيل إلى الفرات).
2. الدولة النصرانية:
  • عاصمتها الأسكندرية.
  • ممتدة من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط واتسعت غربًا لتضم الفيوم وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالأسكندرية.
  • وقد اتسعت لتضم أيضًا جزءًا من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرس مطروح.
3. دولة النوبة:
  • المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية.
  • عاصمتها أسوان.
  • تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصرحتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.
4. مصر الإسلامية:
  • عاصمتها القاهرة.
  • الجزء المتبقى من مصر.
  • يراد لها أن تكون أيضًا تحت النفوذ الإسرائيلي (حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمع اليهود في إنشائها.

 

 الســــــــودان

انظر الخريطة السابقة(خريطة تقسيم مصر والسودان)

4 دويلات :


1- دويلة النوبة: المتكاملة مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية التي عاصمتها أسوان.
2- دويلة الشمال السوداني الإسلامي:
3- دويلة الجنوب السوداني المسيحي: وهي التي سوف تعلن انفصالها في الاستفتاء المزمع عمله بعد أيام قليلة 9/1/2011 ليكون أول فصل رسمي طبقا للمخطط.
4- دارفور: والمؤامرات مستمرة لفصلها عن السودان بعد الجنوب مباشرة حيث أنها غنية باليورانيوم والذهب والبترول.


دول الشمال الأفريقي :

خريطة تقسيم شمال افريقيا
 
تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة:
1- دولة البربر: على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان.
2- دويلة البوليساريو
3- الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا
 

شبه الجزيرة العربية (والخليج) :

خريطة تقسيم شبه الجزيرة العربية والخليج

- إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط.
1- دويلة الإحساء الشيعية: (وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين).
2- دويلة نجد السنية.
3- دويلة الحجاز السنية.


العـــــــــــراق :

خريطة تقسيم سوريا والعراق

تفكيك العراق على أسس عرقية ودينية ومذهبية على النحو الذي حدث في سوريا في عهد العثمانيين.
3 دويلات
1- دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة.
2- دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد.
3- دويلة كردية في  الشمال والشمال الشرقي حول الموصل (كردستان) تقوم على أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية (سابقا).
ملاحظة: [صوت مجلس الشيوخ الأمريكي كشرط انسحاب القوات الأمريكية من العراق في 29/9/2007 على على تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات المذكور أعلاه وطالب مسعود برزاني بعمل استفتاء لتقرير مصير إقليم كردستان العراق واعتبار عاصمته محافظة (كركوك) الغنية بالنفط محافظة كردية ونال مباركة عراقية وأمريكية في أكتوبر 2010 والمعروف أن دستور "بريمر" وحلفائه من العراقيين قد أقر الفيدرالية التي تشمل الدويلات الثلاث على أسس طائفية: شيعية في (الجنوب)/ سنية في (الوسط)/ كردية في (الشمال)، عقب احتلال العراق في مارس-إبريل 2003].

  ســــــــــوريا :

انظر الخريطة السابقة(خريطة تقسيم سوريا والعراق)
تقسيمها إلى أقاليم متمايزة عرقيا أو دينيا أو مذهبيا
4 دويلات
1-  دولة علوية شيعية (على امتداد الشاطئ).
2-  دولة سنية في منطقة حلب.
3-  دولة سنية حول دمشق.
4-  دولة الدروز في الجولان ولبنان (الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية.

لبنــــــــــان :


خريطة تقسيم لبنان

تقسيم لبنان إلى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية:
1-  دويلة سنية في الشمال (عاصمتها طرابلس).
2-  دويلة مارونية شمالا (عاصمتها جونيه).
3-  دويلة سهل البقاع العلوية (عاصمتها بعلبك) خاضعة للنفوذ السوري شرق لبنان.
4- بيروت الدولية (المدوّلة)
5-  كانتون فلسطيني حول صيدا وحتى نهر الليطاني تسيطر عليه منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف)
6-  كانتون كتائبي في الجنوب والتي تشمل مسيحيين ونصف مليون من الشيعة.
7-  دويلة درزية (في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية المحتلة).
8-  كانتون مسيحي تحت النفوذ الإسرائيلي.





 إيران وباكستان وأفغانستان :

تقسيم ايران وباكستان وافغانستان

تقسيمها إلى عشرة كيانات عرقية ضعيفة:
1-       كردستان.
2-       أذربيجان.
3-       تركستان.
4-       عربستان.
5-       إيرانستان (ما بقى من إيران بعد التقسيم).
6-       بوخونستان.
7-       بلونستان.
8-       أفغانستان (ما بقى منها بعد التقسيم).
9-       باكستان  (ما بقى منها بعد التقسيم).
10-     كشمير.

  تركيــــــــا:
 
انتزاع جزء منها وضمه للدولة الكردية المزمع إقامتها في العراق.

الأردن :
 
تصفية الأردن ونقل السلطة للفلسطينيين.

فلســــــطين :


 ابتلاعها بالكامل وهدم مقوماتها وإبادة شعبها.

اليمــــــــن:

 إزالة الكيان الدستوري الحالي للدولة اليمنية بشطريها الجنوبي والشمالي واعتبار مجمل أراضيها جزءًا من دويلة الحجاز.


  خريطة اسرائيل الكبرى
  
             أُسطورة صراع الحضارات ...بين الدين والثقافة والوعي 

لا أدلَّ على تهافت فكرة «صراع الحضارات» من أنها بدأت بالخفوت والتبدد قبل وفاة المفكِّر الذي اشتهر بها، وأعني به الأستاذ صمويل هنتنغتون، الذي توفّي أخيراً في 24/12/2008. وهنتنغتون ليس صاحب الفكرة، بل صاحبُها المستشرق المشهور برنارد لويس، الذي كتب مقالةً عام 1990 بعنوان: «جذور الغضب الإسلامي»، خلال الحرب على العراق آنذاك، وقد وردت العبارة في مقالته تلك منسوبةً الى الإسلاميين المتشددين الذين يرون الصراعَ بينهم وبين الغرب حضارياً وليس سياسياً أو اقتصادياً وحسب! وعلى مرّ قُرابة العقدين ظلَّ برنارد لويس يكرر تلك المقولة الشديدة التبسيط، فمشكلة العرب على الخصوص - بحسب وجهة نظره - ليس احتلال فلسطين أو تدمير العراق، بل انهم عجزوا خلال القرنين الماضيين عن النهوض الى مراتب الندية مع الغرب مثلما فعلت كلٌ من اليابان والصين والهند (وهي الأمم التي عاشت تجربة الاستعمار التي عاشها العرب والمسلمون). ولذلك، وبدلاً من الانصراف الى نقد الذات، وتطوير التجارب لمواجهة التحديات، اعتبروا الغرب عِلّة العِلل، ومضوا باتجاهين: اتجاه التطرف ومُعاداة الحداثة، واتجاه مضغ الهزائم بالتعابير الكبيرة مثل أن الصراع بيننا وبين الغرب حضاري! وقد عاد برنارد لويس لكتابة هذا الكلام في مقالةٍ له هذا الشهر بمجلة «فورين أفيرز». وذلك بعد كتابيه: كيف حدث الخلل (2001 - 2002)، وأزمة الإسلام (2005).
وصمويل هنتنغتون ليس من مؤرّخي الأفكار والأطروحات الثقافية مثل برنارد لويس، بل هو كاتبٌ استراتيجي من كُتّاب الحرب الباردة وصراعات العسكر والموارد. وكما أثارت اعجابه واهتمامه أطروحة لويس الدينية/ الاستراتيجية أثارت اهتمامه وغيرته أطروحة فرنسيس فوكوياما في كتابه: «نهاية التاريخ والإنسان الأخير». وفوكوياما أستاذ للفلسفة السياسية بجامعة جون هوبكنز، وقد غازل المحافظين الجدد من دون أن يكون منهم، وكان همُّه إثبات أن انتصار الغرب (الولايات المتحدة) في الحرب الباردة، ما كان بسبب السلاح أو الاقتصاد، بل بالوقوف من وراء فكرة الحرية كما تتجلى في الدولة الديموقراطية. ولذلك فقد تمددت تأملاته بين كانط وهيغل، وسار مع التفسيرات المحافظة للهيغليين الجدد وفي طليعتهم كوصيف، والذين اعتبروا أن «الدولة» تمثلُ ذروة تجليات العقل الإنساني، وبالذات في صيغتها (الأميركية) القائمة على الحرية. فالذي انتصر إذن هو فكرة الحرية وممارساتها كما ظهرت وتطورت في الغرب في القرنين الأخيرين. ولذا فإن الأمر أبعد وأعلى من الصراع العسكري أو الاقتصادي، وإن يكن هذان الأمران قد شكلا أدوات في التمهيد لسواد تلك الفكرة الإنسانية الكبيرة، فإذا كان «التاريخ» مسرحاً لأحداث العسكر والسياسة، فإنه انتهى بهذا المعنى ليكون الصراع الحقيقي صراع الأفكار الكبيرة، وقد انحسم الى غير رجعةٍ بهذا الشكل، ولن يستطيع أي فريقٍ مهما بلغ جبروته العسكري (الصين مثلاً) أن ينهض للتحدي، لأن الفكرة المنتصرة يملكها غيره، وسيكون عليه أن يسير في ركاب ذلك الغير ويعتنق أفكاره وتجاربه.
أما هنتنغتون فقد اعتنق فكرة فوكوياما، لكنه قادها الى نهاياتها بحيث بدت كأنها نقيضٌ لها. إذ انه إذا كان جوهر .الحضارة الغربية فكرة الحرية المنبثقة من التجربة اليهودية/ المسيحية، فإن ذلك يعني أن لكلّ حضارةٍ فكرةً رئيسةً تتمحور حولها، ولنقل أن تلك الفكرة الجوهرية هي الدين أو الإيمان، وقد بقيت في العالم سبع أو ثمان حضارات أو ثقافات كبرى، والإسلام واحدٌ منها، وكذلك الكونفوشيوسية/ البوذية والهندوسية... الخ. وإذا كان الخصم العسكري الأقوى للغرب الغربي وهو الاتحاد السوفياتي قد زال، فإن التاريخ لن ينتهي، لأن الصراع سيستمر لكن بين الأفكار أو الحضارات أو الأديان التي تتمحور تلك الثقافات حولها. وفي هذا المجال تشكل الثقافات الكبرى الباقية منافساً وتحدياً للغرب اليهودي/ المسيحي. وفي هذا المعرض يخطر على البال أن يكون الصراع القادم بين الصين والغرب أو اليابان والغرب أو الهند والغرب. بيد أن تلك الثقافات أو المجالات الحضارية الكبرى تُظهر تلاؤماً ونجاحاً بالتعاون مع الغرب وليس في مواجهته، ولذلك لا يبقى غير الإسلام الذي يُظهر حيوية وتجدداً وتشبثاً من جانب أتباعه به، ويُظهر في الوقت ذاته (وكما يقول برنارد لويس) عدوانيةً شرسةً تجاه الغرب في القيم والثقافة والوعي. ومن هنا فالذي يظهر ان العقود القادمة ستحفل بالصراع الحضاري بين الغرب والإسلام، «لأن الإسلام يملك تخوماً دموية»!
ونشر هنتنغتون تأمليته هذه في مقالةٍ بمجلة الفورين أفيرز في خريف العام 1993. وهنتنغتون من المحافظين القدامى وليس الجدد. لكن الذين فرحوا بالمقولة كانوا من المحافظين الجدد الذين عقدت لهم المجلة المذكورة ملفاً في شتاء العام 1993/ 1994. لمناقشة الأطروحة والدعاية لها. وما ناقش احدٌ منهم في صحة تلك المقولة، بل سلموا بها، لكنهم لم يسلِّموا جميعاً بأهوال الصراع القادم، بل قال بعضهم (فؤاد عجمي مثلاً) إن الإسلام المعادي للغرب لن يستطيع المواجهة، بسبب ضعفه وقروسطيته، وأن الحداثة الغربية اخترقت مجتمعاته ودوله. وهنتنغتون كان أستاذاً بجامعة هارفرد عندما ظهرت مقالته (التي صارت كتاباً عام 1996)، وما أبه لها اليساريون، واعتبروها - كما قال ادوارد سعيد وجويل تبنين - سمك، لبن، تمر هندي، وقد حضرت - وكنت أستاذاً زائراً بالجامعة في شتاء وربيع العام 1994 - سمينارات لمناقشة المقولة، وغصت المدرجات بالمستمعين المتحمسين أو المستنكرين. واشتهرت المقالة بحيث اضطر كثيرون من المستخفين لأخذها مأخذ الجد، وقد رأُوا أن اليمين الجديد يسعى لتحويلها الى سياسات تجاه المسلمين والإسلام. وجادل اليساريون الأميركيون والأوروبيون في أن الحضارة تتمحور حول الدين. كما جادلوا في حدوث الصراع بين الحضارات أو الثقافات، لأن الصراعات تحدث بين الأمم والدول. وهي لا تدور حول أمورٍ ثقافية، بل في الاقتصاد والجيوسياسي وعلى الموارد. ثم ان المشكلات بين الغرب والعرب والمسلمين تدور حول أمور ملموسة ليس منها الدين مثل الاستيلاء الصهيوني على فلسطين بمساعدة الغرب، ومثل استغلال الموارد، ومثل الاستيلاء الغربي على المنافذ والممرات الاستراتيجية، وحرمان العرب والمسلمين من ثمرات أرضهم ومواردها.
وجاءت تصرفات الثوريين الإيرانيين، وثوريي القاعدة (وهؤلاء الأخيرين بالذات)، كأنما لتدعم أطروحة هنتنغتون. والطريف أن مفكري إدارة بوش تحمسوا لمسألة الصراع الحضاري، بقدر حماسة الإسلاميين لها. وقد دفع ذلك عديدين مثل ادوارد سعيد وأكبر أحمد وطارق علي للحديث عن «صراع بين الأصوليات» الإنجيلية والإسلامية. وعندما أصدر المفكرون اليمينيون الأميركيون على أثر أحداث سبتمبر عام 2001 بيانهم الشهير عن «الحرب العادلة» اعتبروها - أي الحرب - عادلةً (ضد الإرهاب الإسلامي) لأنها دفاع عن النفس وقيم الحرية والعدالة، ولذا فقط دعا رامسفيلد الأميركيين والغربيين لشنّ «حرب أفكار» في ذاك الصراع الحضاري! وأقبلت دولٌ ومؤسساتٌ كثيرةٌ على الدعوة لحوار الحضارات أو تحالفها بدلاً من صراعها.
وما انكسرت حدة النقاش على ساحات الجرائد والمؤتمرات، بل كسرها الفشل المتبادل أو المشترك لإدارة بوش، ولمناضلي القاعدة، وبعد العام 2005. فلا البوشيون بجيوشهم الجرارة استطاعوا اقناع العالم بمشروعية غزوهم للعراق، ولا القاعديون أمكن لهم أن يهدموا الحضارة الغربية أو يدفعوا المسلمين للانضمام اليهم في فسطاطيهم. وهكذا انحسر بالتدريج الغبار الخانق للمعارك الوهمية، وعاد الناس للاهتمام بضحايا الضربات في العراق وفلسطين والبحيرات الكبرى، والبؤس المنتشر في أفريقيا وأميركا اللاتينية وبعض أجزاء آسيا. وعندما توفي هنتنغتون أخيراً قال المعلقون في مجلة «نيويورك ريفيو أوف بوكس» إن مقولة هنتنتغتون كانت حلماً مزعجاً برر حروباً ظالمة، واستخف بحياة وكرامة ملايين البشر. بيد ان ذلك لم يمنع برنارد لويس من كتابة مقالةٍ نشرها في شهر آذار (مارس) هذا بالفورين افيرز الشهيرة، عن أحقاد المسلمين (أو العرب) على الغرب والعالم، والناجمة عن الفشل والعجز الذاتي عن التقدم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق