الخميس، 29 ديسمبر 2011

الكونتيسة الدمشقية المتمردة




غادة أحمد السمان هي كاتبة وأديبة سورية ولدت في دمشق عام 1942 لأسرة شامية عريقة, ولها صلة قربى بالشاعر السوري الكبير نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان شديد المحافظة إبان نشوئها فيه.
أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت أن تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الإطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى آفاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.
تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للإشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965
ثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الأوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها.
كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا.

في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكره وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الأهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية.
مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين والروائيات العرب. ويعتبرها بعض النقاد الكاتبة العربية الأهم حتى من نجيب محفوظ.
رغم وجود الجنس في أدب غادة السمان إلا إنه يشهد لها أنه دوما في خدمة السياق الروائي والبعد الدرامي للشخصيات ولم تنزلق أبدا إلى تقديم أدب إباحي كذلك الذي صارت بعض الكاتبات يكتبنه لاحقا من أجل الشهرة والرواج. مثال على ذلك، العجز الجنسي الذي يصيب بطل "ليلة المليار" المثقف هو رمز درامي كثيف لعجز المثقفين العرب عموما في مواجهة أزمات الأنظمة وانهيار الحلم العربي الجميل.
تزوجت غادة في أواخر الستينات من الدكتور بشير الداعوق صاحب دار الطليعة وأنجبت ابنها الوحيد حازم الذي أسمته تيمنا باسم أحد أبطالها في مجموعة ليل الغرباء. كان زواجهما آنذاك بمثابة الصدمة أو ما سمي بلقاء الثلج والنار، لما كان يبدو من اختلاف في الطباع الشخصية، كان بشير الداعوق سليل أسرة الداعوق البيروتية العريقة بعثي الانتماء ولا يخفي ذلك وظل كذلك إلى وفاته في 2007 - أما انتماء غادة الوحيد فقد كان للحرية كما تقول دوما. لكن زواجهما استمر وقد برهنت غادة على أن المرأة الكاتبة المبدعة يمكن أيضا أن تكون زوجة وفية تقف مع زوجها وهو يصارع السرطان حتى اللحظة الأخيرة من حياته. أنشئت دار نشرها الخاص بها وأعادت نشر معظم كتبها وجمعت مقالاتها الصحفية في سلسة أطلقت عليها " الأعمال غير الكاملة"- في خمسة عشر كتابا حتى الآن- ولديها تسعة كتب في النصوص الشعرية. يضم أرشيف غادة السمان غير المنشور والذي أودعته في أحد المصارف السويسرية مجاميع كثيرة من الرسائل تعد غادة بنشرها "في الوقت المناسب" ولأن غادة كانت نجمة في سماء بيروت الثقافية في عقد الستينات فإنه من المتوقع أن تؤرخ هذه الرسائل لتلك الحقبة..و من المتوقع أيضا أن تكشف عن علاقات عاطفية لم تكترث غادة لإخفائها آنذاك!!! بالذات مع ناصر الدين النشاشيبي الصحفي الفلسطيني الذي كشف عن وجود رسائل عاطفية موجهة له من غادة في أواسط الستينات. من الأسماء الأخرى المرشحة لنشر رسائلها الشاعر الراحل كمال ناصر.
تجمع غادة في أسلوبها الأدبي بين تيار الوعي في الكتابة ومقاطع الفيديو-تيب مع نبض شعري مميز خاص بها. صدرت عنها عدة كتب نقدية وبعدة لغات، كما ترجمت بعض أعمالها إلى سبعة عشر لغة حية وبعضها انتشر على صعيد تجاري واسع. لا تزال غادة تنتج، صدرت لها " الرواية المستحيلة: فسيفساء دمشقية" بمثابة سيرة ذاتية عام 1997، وسهرة تنكرية للموتى عام 2003 والتي عادت فيها للتنبوء بأن الأوضاع في لبنان معرضة للانفجار.
عام 1993 أحدثت غادة ضجة كبرى في الأوساط الأدبية والسياسية عندما نشرت مجموعة رسائل عاطفية كتبها لها غسان كنفاني في الستينات من القرن العشرين، حيث جمعتهما علاقة عاطفية لم تكن سرا آنذاك. واتهمت بسبب ذلك أن نشرها هذا هو جزء من المؤامرة على القضية الفلسطينية التي كانت تواجه مأزق أوسلو وقت النشر. تعيش غادة السمان في باريس منذ أواسط الثمانينات. ولا تزال تكتب أسبوعيا في إحدى المجلات العربية الصادرة في لندن. ترفض تماما إجراء أي حوار تلفزيوني بعد أن تعهدت لنفسها بذلك في السبعينات عندما أجرت حوارا تلفزيونيا في القاهرة واكتشفت أن المذيعة المحاورة لم تقرأ أيا من أعمالها. ينبغي التفريق بين غادة السمان وبين شاعرة سورية تحمل نفس الاسم وحاولت استغلال ذلك للترويج لنفسها وصار شائعا أن يكتب اسم الثانية "غادة فؤاد السمان" للتمييز.





مؤلفاتها وكلها صادرة عن منشورات غادة السمان  :
1- عيناك قدري- 1962-
2- لا بحر في بيروت- 1963-
3- ليل الغرباء- 1966-
4- رحيل المرافئ القديمة- 1973-
5- حب- 1973 –
6- بيروت 75-1975-
7- أعلنت عليك الحب- 1976-
8- كوابيس بيروت - 1976-
9- زمن الحب الآخر- 1978-
10- الجسد حقيبة سفر- 1979-
11- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979-
12- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979-
13- اعتقال لحظة هاربة- 1979-
14- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979-
15- الرغيف ينبض كالقلب- 1979-
16- ع غ تتفرس- 1980-
17- صفارة انذار داخل رأسي- 1980-
18- كتابات غير ملتزمة- 1980-
19- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981-
20- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981-
21- ليلة المليار- 1986-
22- البحر يحاكم سمكة - 1986-
23- الأعماق المحتلة- 1987-
24- اشهد عكس الريح- 1987-
25- تسكع داخل جرح- 1988-
26- رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992.
27- عاشقة في محبرة - شعر- 1995.
28- الأبدية لحظة حب - 
29- الرقص مع البوم -
30- رغبة امرأة
 http://www.4shared.com/office/Tm_1aU1E/__-__.html

31- غربة تحت الصفر –

http://www.4shared.com/office/M4C_eY0z/__-___.html

32- شهوة الأجنحة –
33 -  القمر المربع –

34 – الرواية المستحيلة
35- الأعمال غير الكاملة
36- أشهد بالحب

الكتب التي صدرت عن غادة السمان:
2- غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي- دار الطليعة 1980.
3- قضايا عربية في أدب غادة السمان- حنان عواد- دار الطليعة 1980.
4- الفن الروائي عند غادة السمان- عبد العزيز شبيل- دار المعارف - تونس 1987.
5- تحرر المرأة عبر أعمال غادة وسيمون دي بوفوار- نجلاء الاختيار (بالفرنسية) الترجمة عن دار الطليعة 1990.
6- التمرد والالتزام عند غادة السمان (بالإيطالية) بأولادي كابوا- الترجمة عن دار الطليعة 1991.
7- غادة السمان في أعمالها غير الكاملة- دراسة - عبد اللطيف الأرناؤوط- دمشق 1993.

 

محاولات يائسه
02
يونيو
حين أكتب عنك فوق البحر
سقوط الورق
وصمت الحروف ينهش في
صدري من كل جانب
تطوف فوق السطور
حروف صغيره
لعلها كانت غارقة
في قاع الورقة دون انتباه
آه … ما أضيق الكلمات في صدري
كلما عصفت داخلي
رياح الذاكرة
حين تهب رياح عطرك
وأدخل في صراع مع الماضي
أتذكر مرورك الأول
عندما تمشي
وكل عضو فيك يعانق الآخر
أكاد أغرق في بلاغة جسد
حين تبتسمين
وأتأمل شفتين يأخذاني إلى الهاوية
واعرف كيف يصير الفم بئر سقوط
أكتب فوق الرمل
لأتعلم كيف أخط مصيري
والسنوات تعبرني عام بعد عام
حين أكتب عنك ..تهب أصواتك
كصوت البحر ..
تمضغ فيي الذاكرة
تستحضرك ولو كنت حروف
على سطور الماضي
حين أكتب عنك …. ولك
أكتب جنوني وصدقي
أتحرش بالحروف علها
تمارس معك محبتي
أكتب عنك في محاوله يائسة
فأنا أكتب ..لأنني أجهل
لا … لأنني اعرف



تساؤل
06
يونيو

الحب هو المباراة الوحيد التي لا يمكن أن تنتهي بالتعادل
تعادل سلبي
حبك كرة من نار
لا أحتفظ بها إلا إذا طردتك من عمري
حبك حالة متحركة …؟
قلق ..سقوط عن قمة المجد
وكلما انزلقت عن حبك
إلا و وجدت نفسي أهوي في قاع أبعد
لم يعلمني حبك يوما
طعما الآمان
لقد كنت دائما وحيد في انتظارك
وحدك من أتقن فن هزيمتي
وكنت تتقن فن الإصابات
وحدك من مارس معي لعبة الخفي
وتركني بلا قلب
خالي من حبك
متى أجد في نفسي جرأه
أن أخرجك من عمري
مازلت حتى اليوم أتساءل
أي الطرق أقرب للهروب منك
موتي ……..أم قتلك ؟


تحولات……؟
01
يونيو

أريد أن ارتدي استقراري
تحولات
لكن روحي متمرده ..
تفتح ثقبا في الحلم وتنطلق هاربة
أريد أن أرتدي حيائي
قبل أن يخرج مارد القمقم
وأتحول إلى إعصار متهور

أريد أن أرتدي النوم
بدل من قميص الكوابيس
وأغلق أزراره جيدا على روحي
لكن روحي تقص قصبته
وتثقبه بصرخة صامته من حزنها
وتنطلق به إلى حقول الحرية
تقطف أزهار بريه
وهي تعزف صدقها على ناي أحزانها
كمن يبكي عبر حنجرة مقطوعة

أريد أن ارتدي حبك
لاقيد حبك
أريد أن أدخل فضائك الشاسع
ولا أتوقف عند جمارك القانون
أريد أن احبك حتى الموت
كما أحببتي حتى الحياة
أريد أن تحبيني اليوم
لا أن تحبني الغد

قطفت حبك وردة أسطوريه
فلا أريد أن اعلن الحداد
أرفع أعلاما سوداء
ماذا أقول لم يركض من كلمة
حين أقول له .. أحبك

مقتطفات من كتابها عاشقة في محبرة :
حين أموت لا توسخوا الأشجار بالبكاء.
دعوني أمضي بهدوء قلم همس أسراره حتى نقطة الحبر الأخيرة فيه.
حين أموت، اكتبوا على قبري: هنا ترقد غلطة مطبعية
لم تسقط سهواً بل سقطت ( صحواً)
وكانت أكثر صدقاً من بقية السطور!


 
تُرى هل الرياح امرأة مشردة
تقرع الأبواب كلها بحثاً عن موقد وسقف؟
وهل المطر حلم يستحم؟
وهل النجوم بصمات أصابع جداتي الموؤودات؟
وهل القمر عاشقة متجددة،
يقص شهريار عنقها آخر كل شهر؟
وهل القلم شمعة انفردت بنفسها على الأبد
وصادقت دموعها الحارة حتى القطرة الأخيرة،
على السطر الأخير؟

حين أكتب عنك
أراقب محبرتي بذهول ,
ومطر دافئ يهطل داخلها ..
وأرى الحبر يتحول الى بحر
وأصابعي إلى قوس قزح
وأحزاني إلى عصافير
وقلمي إلى غصن زيتون
و ورقتي إلى فضاء
وجسدي إلى سحابة !
**
أطلق سراحي من حضورك في
غيابك
عبثاً أنهال بفأسي
على ظلك فوق جدار عمري !
**
..
لأن غيابك هو الحضور
ربما لا شفاء من إدماني إياك
إلا بجرعات كبيرة من اللقاء
داخل الشريان!
لا يزال التحديق في عينيك
يشبه متعة إحصاء النجوم في ليلة صحراوية...
ولا يزال اسمك
الاسم الوحيد "الممنوع من الصرف" في حياتي..
لا تزال في خاطري
نهراً نهراً.. وكهفاً كهفاً.. وجرحاً جرحاً..
وأذكر جيداً رائحة كفك..
خشب الأبنوس والبهارات العربية الغامضة
تفوح في ليل السفن المبحرة إلى المجهول...
...
لو لم تكن حنجرتي مغارة جليد،
لقلت لك شيئاً عذباً
يشبه كلمة "أحبك"..



- من هو أفضل قرائك؟
-
الرقيب!
-
وأحبهم إليك؟
-
الرقيب الذي تؤلمه أصابعه ليلاً
حين يشطب لي أحد حروفي نهاراً..
الرقيب الذي يسمع انتحاب حروفي كطفلة
حين يقترب بمقصه من صدرها
-
وأقسى القراء عليك؟
-
سلة المهملات.
-
وأقرب القراء إلى قلبك؟
-
من يعتبرني سبقته إلى كتابة ما في قلبه!
***

أريد أن أرتدي حبك
لا قيد حبك،
أريد أن أدخل في فضائك الشاسع
لا في قفصك الذهبي،
لا أريد أن تحبني حتى الموت
أريد أن تحبني حتى .. الحياة !
لا أريد أن تحبني إلى الأبد: أحببني الآن!


***

كان حباً كبيراً، فقد غدر بي وغدرت به.
طعنني وطعنته. تبادلنا العشق والكراهية
لكننا تواطأنا معاً دائماً، للاحتفاظ بأسطورتنا جميلة وأبدية.
ألم يكن دائماً، أجمل الشعر أكذبه؟
حكاية حبنا هزلية، تشبه ملايين الحكايا الأخرى
لكننا صعّدناها بقوة الفن من فحم إلى ماس.


***

ومتهمة بحبكَ .. وحين يسألني القاضي
سأقول له إنني مذنبة – بكل فخر
أرتكب صدقي في كل لحظة
معلنة أن الغبار لا يصير تبراً بمرسوم
رافضة مدائن القحط والتثاؤب والذباب والطوائف..
منحازة إلى أجنحة العصفور ضد القفص،
والطيران لا التحنيط
متهمة بالشيء ونقيضه،
متهمة بحبك ورفضي لقيدك في آن،
وأحاول أن أستحق شرف هذه التهم كلها
ولا أطلب غير البراءة من براءتي...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق