الأحد، 11 مارس 2012

صراع الحضارات ....... وصناعة عدو المستقبل .


عندما قالت الدولة بأن التفجيرات الإرهابية التي نفذت في دمشق وحلب تحمل بصمات القاعدة ، شن الإعلام المضلل حربا إعلامية متهما الدولة والنظام كما يسموه بإرتكاب التفجيرات .

وفي خبر نشرته بعض المواقع الإخبارية :
قال رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الاميركي جيمس كلابر امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي، انه من المرجح ان يكون فرع "القاعدة" في العراق هو الذي نفذ التفجيرات الانتحارية التي شهدتها سوريا أخيراً بعدما تسلل عناصر التنظيم الى صفوف المعارضة التي تقاتل ضد نظام الاسد.
وأضاف ان التفجيرات التي شهدتها دمشق وحلب منذ كانون الاول من العام الماضي "تحمل كلها بصمات القاعدة ... لذلك نعتقد ان القاعدة في العراق آخذة في مد نفوذها الى سوريا".

وما يدعو للتساؤل .... ماهو الرابط الذي يجمع بين دعاة الحرية وحماتها والمروجين لها والهادفة لإسقاط الدولة السورية ؟
كيف تلتقي مصالح ( المعارصة) السورية الخارجية مع مصالح أمريكا ودول الإستعمار القديم ( فرنسا وبريطانيا ...) ودول عربان الخليج والقاعدة الإرهابية على إسقاط الدولة السورية ؟
كيف تصبح أمريكا عدو الإسلام الأول ، وهي من حارب الإسلام على مدى العقود الماضية ومنع الإسلام السياسي من الوصول للحكم في العديد من الدول العربية بدعمه للإنظمة القائمة كما في مصر والجزائر ..... كيف تصبح بشكل مفاجئ الراعي والداعم لصعود الإسلام السياسي واستلامه الحكم في بلدان الثورات العربية ؟

مايحدث حاليا هو صناعة عدو المستقبل المتمثل في الإسلام عدو الحضارة الغربية ، وهو ما قدمه مفهوم صراع الحضارات وكان من أهم المؤسسين له : المستشرق البريطاني "برنارد لويس"، و القائد الأمريكي "سامويل هنتانغتون" و المستشار الفرنسي "لوران مراويك"
هذه الفلسفة الجهنمية والتي بدأ الترويج لها من بداية تسعينات القرن الماضي تجد طريقها للتطبيق انطلاقا من الربيع العربي المتوج بصعود الإسلام السياسي وسيطرته على مقاليد الحكم في العالم العربي
فحتمية صراع الحضارت الذي روج لها هذا المفهوم تؤسس للحرب بين حضارتين، أو بالمعنى الدقيق بين الحضارة المتقدمة و أخرى تأخذ شكل البدائية البربرية .
إن عبارة " القطيعة بين الحضارات" ظهرت لأول مرة في مقال كتبه المستشرق "برنارد لويس" عام 1990، تحت عنوان جذور الغضب الإسلامي . قائلا أن: " الإسلام لا يعطي شيئا ذي نفع، والضغينة تتحول الى غضب ضد الغرب. لكن النصر الأمريكي مؤكد، كذلك لبننة ( نسبة الى الحرب الأهلية اللبنانية) الشرق الأوسط، مع تقوية إسرائيل.

صاموئيل هنتانغتون : لم يعد الأمر فقط محاربة المسلمين، و لكن جعلِهم يتحاربون ضد أنفسهم أولا، و من ثمة ضد العالم الغريب.

برنارد لويس: العالم العربي يعيش حالة أزمة حادة منذ قرنين. عجز عن تحقيق ثورته الصناعية أو الرقمية. هذا الفشل أنتج حالة من الخيبة الشديدة التي تحولت الى غضب مضاد للغرب. ثم أن العرب لا يجيدون الحوار، لأنه في ثقافتهم يبدو العنف شكل من أشكال السياسة.

متى ندرك مايفكر به صناع السياسة الغربية وماذا يخططون لنا وكيف ينظرون لنا ولديننا .....
متى ندرك أننا بالنسبة لهم مجرد قطعان جاهزة للتعليب كيفما شاؤوا وخططوا ......




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق